الجنةُ دارُ النعيم المقيم التي لا مِثْل لها في الحياة الدنيا، وقد أعدّ اللهُ تبارك وتعالى لعباده المؤمنين في الجنة أسباب الراحة والأمن والسّعادة جزاءً بما فعلوه في الدنيا من طاعات وعبادات. ومن الأشياء الكثيرة التي جاء وصْفُها في القرءان الكريم مِمّا أعده الله تعالى لعباده المؤمنين في الجنة الأرائك والسُّرر. 

قال الله تعالى في وصف نعيم أهل الجنة: ﴿عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44)﴾ سورة الحجر، فأهل الجنة يتزاورون في الجنة وتزاورهم قد يحصل بأن يطير سرير الشخص حتى ينزل أمام سرير الذي يريد زيارته، فيجلسانِ متقابلين ويتحدثان وعندما ينتهيان من حديثهما يطير به سريرُه راجعًا إلى منزله وهذا هو معنى الآية ﴿عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44)﴾ سورة الحجر.

وأما قوله تعالى: ﴿فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ (13)﴾ سورة الغاشية، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها: «ألواحُها مِن ذهبٍ مُكلّلة بالزّبرجد والدُّر والياقوت مرتفعة ما لم يجئ أهلُها، فإذا أراد أن يجلس عليها أصحابها تواضعتْ لهم حتى يجلسوا عليها، ثم ترتفعُ إلى موضِعِها». وأحيانًا يركبون خُيولًا من ياقوت لها أجنحة من ذهب تطير بهم حيث يريدون.

وأهل الجنة كما بيّنّا يتنعّمون في الجنّة بما أنعم الله تعالى عليهم ورزقهم، فهم يجلسون على الأرائك أي الأسِرّة وهي فُرُش يعْلوها قباب مُزينة، ولهم فوق ذلك بُسط جميلة ووسائد وطنافس تزيد في راحتهم وتنعّمِهم ويكون مع أهل الجنة أزواجهم وهم في سرور كبير