يروى أنَّ رجلًا من أهل العراق كان فقيرًا وكانت زوجته على وشك الولادة…
في أحد الأيام شعرت بآلام الطلق تأتيها بقوة فنادت زوجها ليُحضر القابلة للولادة، فأسرع وأتى بها ودخلت إلى زوجته وأخبرته أنها ستلد إن شاء الله تعالى.
وبعد مرور وقت قصير سمع بكاء طفله الأول وكان غلامًا… فرح كثيرًا وخرجت القابلة وهنأته وقالت له: زوجتك بحاجة إلى غذاء اذهب واجلب لها.
على الفور خرج إلى البقال وطلب منه عدة أشياء وأخبره أنّه رزق بمولود فاعتذر البقال وقال له: لقد أصبح الدَّيْنُ كبيرًا ولا أستطيع أن أعطيك…
خرج حزينًا واتجه إلى بقال آخر وطلب أغراضًا فاعتذر هو الآخر بسبب أن ما عليه للبقال صار كبيرًا…
احتار الرجل في أمره فسار في الشوارع لا يعرف أين يذهب ومن أين يأتي بالنقود فجلس في زاوية على الطريق… مرت ساعة وهو جالس يفكر حتى نام من تعبه…
فجأة شعر بيد توقظه بلطف، استوى جالسًا فوجد شيخًا كبير السن ذا هيبة لم يره من قبل فقال له: ما بالك تجلس هنا؟!
حكى الرجل له قصته وكيف أنه لا يستطيع الرجوع إلى المنزل خاوي اليدين وزوجته ولدت منذ وقت قليل وهي بحاجة إلى طعام وغيره…
فأعطاه هذا الشيخ «سُبحة» وقال له: أكثر من الاستغفار بنيّة خالصة للّه تعالى وابدأ الآن… وتركه وانصرف… فتناول السبحة وبدأ بالاستغفار للّه تعالى، وبينما هو كذلك إذ مرَّ به رجل يركب حصانًا فوقف بقربه وقال له: أنت فلان الفلاني فاستغرب الرجل وقام واقفًا وحدّق مليًّا فلم يعرف صاحب الحصان فأجابه: نعم أنا هو! فتناول الفارس كيسًا من جيبه وأعطاه للرجل وقال له: هذا لك وانطلق يعدو بحصانه…
استغرب الرجل وفتح الكيس فوجده مملوءًا بالدنانير!!
فسُرَّ سرورًا كبيرًا وذهب واشترى لزوجتِهِ عسلًا وسمنًا وجوزًا وغير ذلك من الأطعمة التي تغذي وسدد كل ديونه.
وصل إلى بيته فدخل وهو يحمل الأكياس فسُرّت زوجته سرورًا كبيرًا.
في اليوم التالي ذهب إلى السوق فشاهد ذاك الشيخ الطيّب فقبَّله وحكى له ما حصل، فقال له الشيخ: هذا بسرّ الاستغفار، الزم الاستغفار بنيّة خالصة يأتك رزقك من حيث لا تحتسب ويُفَرّج عنك ما أهمك بإذن الله.