كانت مدينة «أيلة» على ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر) مما يلي بلاد الشام وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام. 

وكان يعيش فيها أناس من اليهود الذين كانوا على الإسلام، حرّم الله عليهم صيد الحيتان يوم السبت، فكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت بيضًا سمانًا، فإذا كان غير يوم السبت لا يجدونها إلا بمشقة ومؤنة.

وحصل أن رجلًا من اليهود اعتدى يوم السبت وأخذ حوتًا من الماء وربطه إلى وتد في الساحل وتركه في الماء حتى إذا كان اليوم الثاني أخذه فأكله!

ففعل ذلك جيرانه لما علموا بذلك وانتشر الأمر فحذرهم قومهم ونهاهم آخرون وتوعدوهم بالعذاب من الله تعالى. ثم خيارهم عملوا سورًا له أبواب بينهم وبين الذي عصوا الله تعالى.

استمر اليهود في اصطياد الحيتان يوم السبت وأكلها فيما امتنعت طائفة امتثالًا لأمر الله تعالى.

بعد أيام خرج المسلمون الذين لم يعصوا الله من بيوتهم فلم يسمعوا شيئًا ففتحوا الأبواب فكانت مفاجأة مرعبة إذ إن جميع من عصى فأكل من الحيتان قد مسخوا قردة!! وصار القرد الذي يعرف قريبه من الذين لم يعصوا الله يقترب منه فيقول له الذي لم يعص: أوَلست فلانًا قريبي؟ فيشير إليه الذي مسخ قردًا ويبكي… وصار أغلب الذين مسخوا قرودًا يعرفون أنسباءهم ويعانقونهم ويبكون، وأماتهم الله بعد زمن قصير ولم يتناسلوا أي لم تأتِهم ذرية.

قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)﴾ سورة الأعراف.