في العام العاشر من الهجرة حج النبيُّ حجة الوداع ولم يحج بعد الهجرة غيرها، وحج معه خلق لا يُحصى.
وفي ذي الحجة من هذه السنة نزلت على النبيّ ﷺ وهو واقف بعرفة يوم الجمعة ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ سورة المائدة/3، والمقصود بذلك قواعد الدّين لا كل الأحكام والتفاصيل، وإلا فقد نزل بعد ذلك آياتٌ وأحكامٌ على نبيّنا عليه أفضل الصلاة والسلام.
وفي رمضان من هذه السنة اعتكف رسول الله ﷺ عشرين يومًا، وعارضه جبريل عليه السلام بالقرءان مرَّتين.
وفي السنة العاشرة أيضًا ارتد الأسود العنسي وادّعى النبوة وكان بصنعاء اليمن وطغى وافترى حتى إنه موّه أي لبَّس وزخرف لقومه بسجع صنعه لهم يزعم أنه أوحي إليه فقتل مع من معه من أتباعه. وكذلك ادَّعى مسيلمة الكذّاب النبوّة في هذه السنة، وظهر كذبه حتى قتل في زمن أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه.
وفي هذه السنة مات إبراهيم ابن النبيّ ﷺ وهو ابن سنة ونصف، وكسفت الشمس وصلّى رسول الله ﷺ صلاة الكسوف.
وفي هذه السنة أرسل رسول الله ﷺ أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن ليعلّما النّاس الدّين هناك.