إن لصاحب العمل قواعد ومعايير معيّنة يركّز عليها في اختيار العاملين لديه. لذلك وجدنا من المهمّ التطرّق لهذا الموضوع لعلّنا نفيد الشباب في التركيز على نقاطٍ معيّنة في التقدّم لوظيفةٍ ما. 

تقدّمتَ بسيرتك الذاتيّة (CV) إلى إحدى الشركات وها هو مدير الموارد البشريّة يتّصل بك راغبًا في مقابلتك شخصيًّا ويحدّد  لك موعدًا للمقابلة. كيف تتحضّر للمقابلة وكيف تجعل أداءك ناجحًا؟ بالتأكيد أنت لا تتقن كل شىء وأعداد المتقدّمين للوظيفة كثيرة والبطالة منتشرة. لذلك الشباب أمثالك الراغبون في الحصول على هذه الوظيفة كثر. فكيف تميّز نفسك عن الآخرين وترفع احتمالات قبولك أنت دون غيرك؟! 

قبل مقابلة صاحب العمل

إن كنت ترغب في الحصول على العمل فلا تذهب بدون تحضير!!! لا تنس أن أصحاب العمل لن يختاروا إلّا الشخص الأنسب للشركة وللمنصب المنشود. اعتمادًا على هذه النقطة اسأل نفسك ما يلي: ما الذي في مسيرتي، في خبرتي، في نجاحاتي أو حتّى في إخفاقاتي، يمكّنني من إثبات نفسي وتفوّقي على الآخرين في الحصول على الوظيفة؟

حتّى قبل البحث عن عمل، عليك أوّلًا معرفة ذاتك، لكي تعلم أين ينبغي لك أن تتقدّم للعمل وفي أيّة مجالات تنجح وتبرع أكثر. اسأل نفسك: من أنا؟ بماذا أتميّز؟ ما هي مهاراتي؟ وما هي نقاط ضعفي؟ وما هي المجالات التي أتقدّم بها بسرعة؟ ما هو طموحي؟ وما هو المجال الذي أرى نفسي فيه؟ هذه الأسئلة تخوّلك في المقام الأوّل معرفة أيّ نوع من الوظائف تستهدف في بحثك.

بعد تحديد هذه المعطيات، عليك أن تضعها في إطار المنصب، باختصار، إنّ معرفتك لنفسك هي نقطة أساسيّة تجذب أنظار صاحب العمل إليك.

الاستعلام عن المؤسّسة

استعلم عن المؤسّسة التي تتقدّم للعمل فيها، أو عن نشاطاتها أو منتجاتها أو الخدمات التي تقدّمها أو عن سير عملها وعن جديدها… لأنّ عدم اطّلاعك على الحدّ الأدنى من المعلومات عن المؤسّسة يُعطي فكرة أنك لا تتقدّم للحصول على العمل سوى لأجل المردود المادّيّ، الأمر الذي يرفع احتمالات رفضهم لك لأنّهم يريدون الشخص الذي يساهم في نجاح المؤسّسة. هذه المعلومات يمكنك الحصول عنها عبر البحث عن الشركة على الانترنت، سؤالك لعاملين في المؤسّسة، التواصل مع الزبائن أو المتعاملين معها، إلى غير ذلك.

وكلّما كان بحثك عن المؤسّسة محدّدًا أعطيت انطباعًا جيدًا في المقابلة لأنّ قدرتك على التكلّم عن المؤسّسة التي تستقبلك يظهر حماسك وحرفيّتك في آنٍ واحد.

الاستعلام عن المنصب الذي تتقدّم له

بعد الاستعلام عن المؤسّسة عليك الاستعلام عن قرب عن المهمّة المعروضة. اسأل نفسك ما يلي: ما هي طبيعة الوظيفة؟ ما هي المهام اليوميّة التي يقوم بها العامل فيها؟ كيف تظنّ أنّك ستقوم بها وتتأقلم معها؟ فكّر أيضًا في الأشياء التي قد تواجه فيها صعوبة بالتأقلم مع ظروف تلك الوظيفة وحضّر براهينك وحججك لأنّ بعض الأسئلة أثناء المقابلة قد تركّز على ما يرى السائل أنّها نقاط ضعفٍ لديك.

استباق بعض الأسئلة

خلال المقابلة ستُسأل أسئلة تقليديّة وأسئلة هدفها إيقاعك في أفخاخ. موقفك حيال هذه الأسئلة سيُظهر للسائل بعض ملامح شخصيّتك لناحية قدرتك على التفكير والتحليل والشرح، كذلك ستظهر صراحتك وبعض قدراتك الكامنة.

خلال مقابلة العمل

نهار المقابلة سيُلاحظون ويقوّمون، حتّى قبل أن تتكلّم، تصرّفاتك وسلوكك التي ستوضع أيضًا على الطاولة عند الاختيار بين الأشخاص المتقدّمين للوظيفة. لذلك ركّز على ما يلي:

الانطباع الأوّلي

يقول المثال الشعبي: “ليس لديك فرصة ثانية لإعطاء الانطباع الأوّل”. لذلك بالنسبة لأصحاب العمل تبدأ المقابلة حتّى قبل المصافحة والتحيّة: التصرّف مع موظّفي الاستقبال، طريقة لبسك، دقّتك في المواعيد وحضورك قبل الموعد المحدّد للمقابلة… كلّ ذلك سيخضع للتحليل من قِبل أصحاب العمل.

الإجابة عن الأسئلة

ينبغي أن تكون الأجوبة عن الأسئلة المطروحة دقيقة ومتلائمة مع الظرف الراهن. هنا يلعب دور تحضيرك المسبق للمقابلة، الذي تكلّمنا عنه في الجزء الأوّل من المقال. فهذا يجنّبك البحث الطويل عن الكلمات، ويجنّبك الخلوّ من البراهين والأدّلة المقنعة في إجابتك عن سؤال فخ.

أمّا إن واجهت رغم كلّ تحضيرك بعض الأسئلة التي تشكّل لك مشكلة، لا تقلق فإنّ قدرتك على التحليل والتسلسل المنطقي في الإجابة قد يرفع من نقاطك وقد يلفت النظر أكثر من الجواب بحدّ ذاته. لذلك احرص دائمًا على تعليل كلّ ما تقدّمه بطريقة منطقيّة، وعلى تدعيم كلامك بأمثلة.

ما بعد مقابلة العمل

أحيانًا يكون التصرّف ما بعد مقابلة العمل هو الذي يرجّح مرشّحًا صاحب خصائص متشابهة كثيرًا مع مرشّحٍ آخر، كالاتّصالات المتكرّرة من وقت لآخر والمراسلات غير المُزْعِجة لمتابعة أصحاب الشركة لأمر الوظيفة… من شأنه إظهار وجودك وحماسك المستمرّ للوظيفة.

يُنظَر إيجابيًا إلى حماسك إن أرسلت رسالة عبر البريد الإلكتروني، في مساء يوم المقابلة أو في صباح اليوم التالي، تشكر من خلالها المؤسّسة على استقبالك وتعبّر عن رغبتك في العمل فيها. قد لا ترى أنّ هذه الخطوة أساسيّة ولكنّها قد تزيد من نقاطك بنظر أصحاب العمل لأنّ المتابعة هي أيضًا من علامات الحِرَفيّة في العمل. ولكن لا تُثقلهم باتّصالاتك ورسائلك لأنّ ذلك من شأنه إزعاج المتلقّي وقد يُعطي فكرة أنّها فرصتك الوحيدة وذلك من شأنه الإشعار بأنّه غير مرغوب بك في مؤسّسات أخرى.

لم تنته النصائح والإرشادات التي تساعدك لاختيار الوظيفة المناسبة ونجاحك في الحصول عليها لذلك تابعنا في العدد المقبل حيث سنكمل حديثنا عن التحضير للمرحلة الثانية بعد إجراء مقابلة العمل في المؤسسة التي تقدمت إليها وأمور أخرى تهمك…█